سورة يونس - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


{إنَّ الذين حقت عليهم كلمة ربك} وجبت عليهم كلمة العذاب.
{لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية} وذلك أنَّهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآيات حتى يؤمنوا، فقال الله تعالى: {لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية حتى يروا العذاب الأليم} فلا ينفعهم حينئذٍ الإِيمان كما لم ينفع فرعون.
{فلولا كانت قرية} أَيْ: فما كانت قريةٌ {آمنت فنفعها إيمانها} عند نزول العذاب {إلاَّ قوم يونس لما آمنوا} عند نزول العذاب {كشفنا عنهم عذاب الخزي} يعني: سخط الله سبحانه {ومتعناهم إلى حين} يريد: حين آجالهم، وذلك أنَّهم لمَّا رأوا الآيات التي تدلُّ على قرب العذاب أخلصوا التَّوبة، وترادُّوا المظالم، وتضرَّعوا إلى الله تعالى، فكشف عنهم العذاب.
{ولو شاء ربك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعاً} الآية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يؤمن جميع النَّاس، فأخبره الله سبحانه أنَّه لا يؤمن إلاَّ من سبق له من الله السَّعادة، وهو قوله: {وما كان لنفس أن تؤمن إلاَّ بإذن الله} أَيْ: إلاَّ بما سبق لها في قضاء الله وقدره {ويجعل الرجس} العذاب {على الذين لا يعقلون} عن الله تعالى أمره ونهيه وما يدعوهم إليه.
{قل} للمشركين الذين يسألونك الآيات: {انظروا ماذا} أي: الذي أعظم منها {في السموات والأرض} من الآيات والعبر التي تدلُّ على وحدانيَّة الله سبحانه، فيعلموا أنَّ ذلك كلَّه يقتضي صانعاً لا يشبه الأشياء، ولا تشبهه، ثمَّ بيَّن أنَّ الآيات لا تُغني عمَّن سبق في علم الله سبحانه أنَّه لا يؤمن فقال: {وما تغني الآيات والنذر} جمع نذير {عن قومٍ لا يؤمنون} يقول: الإنذار غير نافعٍ لهؤلاء.
{فهل ينتظرون} أَيْ: يجب ألا ينتظروا بعد تكذيبك {إلاَّ مثل أيام الذين خلوا من قبلهم} إلاَّ مثل وقائع الله سبحانه فيمَنْ سلف قبلهم من الكفَّار.


{ثمَّ ننجي رسلنا والذين آمنوا} هذا إخبارٌ عن ما كان الله سبحانه يفعل في الأمم الماضية من إنجاء الرُّسل والمُصدِّقين لهم عما يعذِّب به مَنْ كفر {كذلك} أَيْ: مثل هذا الإِنجاء {ننج المؤمنين} بمحمَّد صلى الله عليه وسلم من عذابي.
{قل يا أيها الناس} يريد: أهل مكَّة {إن كنتم في شك من ديني} الذي جئت به {فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله} أيْ: بشكِّكم في ديني لا أعبد غير الله {ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم} يأخذ أرواحكم، وفي هذا تهديدٌ لهم؛ لأنَّ وفاة المشركين ميعاد عذابهم، وقوله: {وأن أقم وجهك للدين حنيفاً} استقم بإقبالك على ما أُمرت به بوجهك.
{ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرُّك} أَيْ: شيئاً ما؛ لأنَّه لا يتحقق النَّفع والضَّرُّ إلاَّ من الله، فكأنَّه قال: ولا تدع من دون الله شيئاً.
{وإن يمسسك بضرٍّ} بمرضٍ وفقرٍ {فلا كاشف له} لا مزيل له {إلاَّ هو}، {وإن يردك بخيرٍ} يرد بك الخير {فلا رادَّ لفضله} لا مانع لما تفضَّل به عليك من رخاءٍ ونعمةٍ {يصيب به} بكلَّ واحدٍ ممَّا ذُكر {من يشاء من عباده}.
{قل يا أيها الناس} يعني: أهل مكَّة {قد جاءكم الحق} القرآن {من ربكم} وفيه البيان والشِّفاء {فمن اهتدى} من الضَّلالة {فإنما يهتدي لنفسه} يريد: مَنْ صدَّق محمَّداً عليه السَّلام فإنَّما يحتاط لنفسه {ومَنْ ضلَّ} بتكذيبه {فإنما يضلُّ عليها} إنَّما يكون وبال ضلاله على نفسه {وما أنا عليكم بوكيلٍ} بحفيظٍ من الهلاك حتى لا تهلكوا.
{واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله} نسخته آية السَّيف؛ لأنَّ الله سبحانه حكم بقتل المشركين، والجزية على أهل الكتاب.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9